مدرسة رمضان وبعض التذكيرات..
بتاريخ 8 مارس، 2024
مراسلة
شهر رمضان ينبغي أن يتميز بالتقرب إلى الله بكثرة الطاعات والصالحات والباقيات. وعلى كل عبد مؤمن بالله أن يستعد ليدخل هذه المدرسة الربانية بقلب منيب وخالص لله، ناويًا التوبة والإنابة إلى مولاه، فإن الله ينظر إلى ما وقر في القلب وصدقه العمل.
هذه المدرسة سيتخرج منها المؤمنون بشهادة التقوى بتوفيق الله، وهي خشية الله في السر والعلن، وخصلة التقوى أعظم زاد، وقد قال ربنا جل من قائل آمرا وناصحا “وتزودوا فإن خير الزاد التقوى”.
قد يتسرب شيء من الرياء وهو أخفى من دبيب النمل إلى قلب العبد كما جاء في الأثر أثناء قيامه بالفرائض، ولكن من صام فإنه يصوم خالصًا لربه، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم “كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به”.
بإمكان العبد المؤمن أن يأكل ويشرب في خفاء ثم يدعي الصيام، لكنه لا يستطيع فعل ذلك لعلمه أن الله يراه ويراقبه، وهذا هو السر من هذه المدرسة العظيمة. يتدرب العبد على مراقبة الله، فإذا انسلخ رمضان لا يستطيع أن يفعل رذيلة ولا منكرًا لأنه تربى على منهج عظيم خلال رمضان “إن الله يراني ويسمعني”، وهذا هو مراد من قوله تعالى في آيات الصيام “لعلكم تتقون”.
نغتنم الفرصة ونستسمح إخواننا في لجان المساجد على تذكيرهم بأهمية أمن المسجد وسلامته خصوصًا عند الإكتظاض بالعمار “وخذوا حذركم”. لذا فإن إجراء دورة تكوينية للمتطوعين في حراسة المسجد وكيفية التواصل مع العمار والضيوف ضروري ومفيد.
ثم نذكر كذلك بأهمية المحافظة على الهدوء أثناء إنصراف المصلين خصوصًا بعد صلاة التراويح وعدم إزعاج الجيران، فهذا حقهم علينا منصوص عليه في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وعلى الدعاة الكرام وأئمتنا الفضلاء إستغلال أوقات رمضان، فهي أوقات ذهبية، و الشياطين مسلسلة، لذا فإن للمسلمين إستعداد خاص على التركيز في السماع والتلقي، فلتكونوا رحمكم الله مبدعين في دروسكم وخطبكم، فلتجتنبوا إجترار المواضيع المعلومة التي تسبب الملل للمسلمين. فالقلوب لها إستعداد خاص تحتاج لشحنة قوية، وقد أتعبتها المشاغل طيلة السنة وألهتها بهجة الحياة الدنيا وزخرفها. الدروس في الإيمانيات والصالحات والمعاملات والمنازعات ودروس في فقه الواقع وفقه المآلات بأشكالها العديدة مفيدة…
شهر رمضان ينبغي أن يتميز بالإجتهاد والبذل والعطاء وتفقد من لهم الحق علينا وكذلك نبذ الإسراف في كل شيء…
صيام شهر رمضان مدرسة عظيمة فوائدها لا تعد ولا تحصى.
الشقي من حرم نفسه وضيع وقته في الملاهي والمقاهي، والسعيد من دان نفسه وشمر على ساعده واغتنم فرصة شهر رمضان.
رحم الله من صاموا رمضان السنة الماضية وكانوا معنا ورحلوا عنا ولا ندري من سيصوم منا هذه السنة والسنة التي بعدها. فالكيس من جعل صيامه صيام مودع.
اللهم سلمنا لرمضان وسلمه لنا وتسلمه منا متقبلاً.
كل عام وأنتم بخير.
ذات علاقة
آخبر الأخبار
- صور و فيديو | احتفال متميز برأس السنة الأمازيغية في الناظور بعيدا عن جمعيات الدكاكين السياسية
- استطلاع: 68% من الفرنسيين لديهم انطباع إيجابي عن المغرب
- بعيدا عن المحكمة..المحامين الشباب بالناظور والدريوش يحتفلون ب”اسكواس أمينو2975″+فيديو
- أشغال تقوية وتوسيع الطريق الساحلي ناظور -الحسيمة متواصلة
- بعد إعزانن،سلوان،ناظور ..التحقيق في شهادة مشبوهة لعدم التجزئة بجماعة العروي