على إيقاع البهجة وحضور لافت للفكر والفن معاً، افتتحت مساء أمس فعاليات مهرجان الشرق للضحك في دورته السادسة بمدينة الناظور، لتتحول المدينة إلى مسرح نابض بالحياة حيث تتعانق الثقافة بالكوميديا وتلتقي السياحة بالفن.
البداية كانت مع ندوة فكرية موسومة بعنوان “المهرجانات وأثرها في تعزيز السياحة”، شارك فيها المندوب الإقليمي للسياحة سعيد الظريف، ورئيس جمعية سيكوديل صلاح العبوضي، والفاعل المدني حكيم شملال، فيما تولى الإعلامي والأستاذ بعدا الصامبو إدارة النقاش بحرفية أضفت على الجلسة نكهة خاصة.وما ميز هذا اللقاء أنه خرج عن المألوف، إذ جرى توثيقه لأول مرة في تاريخ المهرجان على شكل بودكاست احترافي، ستُبث حلقته لاحقاً عبر المنصات الرقمية للمهرجان، في تجربة جديدة تعكس روح التجديد والانفتاح.
النقاش الذي دار بين المتدخلين لم يكن عادياً؛ فقد فتح أبواب الرؤية على الدور المحوري للمهرجانات في إحياء التراث، وصناعة صورة حضارية تليق بالإقليم، مع الدعوة إلى انخراط المؤسسات والفاعلين الاقتصاديين في دعم هذا المسار الثقافي والسياحي.
الجمهور على موعد خلال هذه الدورة مع باقة من نجوم الكوميديا الذين يضيئون الخشبة بحضورهم، من بينهم سين حمزة (Sen Hamza)، طارق بدير، خالد الزبايل (Khalid Ezzbail)، والثنائي يوسف حامدي وحسن بنحمو، إلى جانب أصوات محلية واعدة كالكوميدي ميموني مراد، هيام لمسيسي، وإسماعيل بابويه (Ismail Babouih)، ما يجعل البرمجة لوحة فسيفسائية من الضحك والإبداع.
لكن المهرجان لا يكتفي بالفرجة، بل يمد جسوراً للشباب المتطوعين، مانحاً إياهم فرصة فريدة لخوض غمار التنظيم والتغطية الإعلامية والتقنية، مع تكوينات وشهادات مشاركة، في إطار شراكة مع European Solidarity Corps التي منحت الجمعية المنظمة Label de Qualité، ما يضفي بعداً دولياً للتجربة.
وإلى غاية السبت المقبل، ستظل الناظور تحتفي بالضحك والفن، لتبرهن أن الكوميديا ليست مجرد متعة عابرة، بل جسر من جسور الهوية والانفتاح، ونافذة مشرعة على السياحة والثقافة معاً.
