ريشهد إقليم الناظور منذ فترة حالة من الاستياء الواسع في صفوف المواطنين الراغبين في الحصول على مواعيد للتأشيرة، بسبب ما وصفوه بــ”احتكار” مجموعة من الوكالات لهذه الخدمة وتحويلها إلى تجارة مربحة على حساب المستضعفين.
وحسب شهادات متطابقة، فإن هذه الوكالات تعمد إلى حجز المواعيد عبر الأنظمة الإلكترونية مباشرة بعد فتحها، ليُفاجأ المواطنون بعدم وجود أي موعد شاغر. ويتم بعد ذلك عرض المواعيد المحجوزة بمبالغ مالية باهظة تفوق بكثير الرسوم المعمول بها رسمياً.ووفق المصادر نفسها، فإن العملية تتكرر بشكل منتظم كل يوم سبت ابتداءً من الساعة العاشرة صباحاً، وهو التوقيت الذي يترقبه السماسرة والوسطاء لحجز أكبر عدد ممكن من المواعيد في ظرف دقائق معدودة.
عدد من الفعاليات الحقوقية والجمعوية بالناظور عبّرت عن استنكارها لهذا الوضع، معتبرة أن ما يجري يدخل في خانة النصب والاحتيال المنظم، ويزيد من معاناة الشباب والعائلات التي تضطر للسفر أو العلاج أو الدراسة بالخارج.وطالبت هذه الفعاليات السلطات المختصة بالتدخل العاجل لوضع حد لهذا الاستغلال، عبر تعزيز المراقبة على الوكالات المشبوهة، وفتح تحقيق شفاف يحدد المسؤوليات، وضمان مبدأ تكافؤ الفرص بين المواطنين في الاستفادة من خدمة حجز المواعيد.
ويبقى أمل المواطنين معلقاً على إرادة جادة لإيقاف هذا النزيف، وتوفير خدمات عادلة وشفافة تعكس صورة المؤسسات الوطنية وتصون كرامة المرتفقين.
