في ظل الارتفاع الملحوظ في أسعار اللحوم، شهدت مدن عدة في المغرب انتشاراً مثيراً للجدل لظاهرة ذبح الحمير والكلاب، ما أثار حالة من القلق المجتمعي الواسع.
تجدد الاهتمام بهذه القضية بعد العثور على كميات كبيرة من لحوم الحمير والكلاب المجمدة معروضة للبيع في بعض الأسواق المحلية، بينما انتشرت صور ومقاطع فيديو توثق مشاهد لرؤوس هذه الحيوانات مذبوحة وملقاة في حاويات النفايات في مختلف المدن. تعكس هذه الظاهرة خطورة ازدياد تداول اللحوم غير المرخصة، وهو ما يثير قلقاً متصاعداً بين المواطنين. وقد تمكنت السلطات المغربية، كجزء من جهودها المكثفة، من مصادرة كميات كبيرة من تلك اللحوم المعدة للبيع في مدن مثل مراكش، الدار البيضاء، والجديدة. وأكدت الجهات المختصة أن هذه اللحوم غير صالحة للاستهلاك البشري، ما يضاعف المخاوف المتصلة بسلامة الغذاء والصحة العامة. وتأتي هذه الأزمة تزامناً مع التداعيات الاقتصادية التي تشمل ارتفاع أسعار اللحوم إلى مستوى يتراوح بين 100 و130 درهماً للكيلوغرام الواحد، وهو معدل لم يشهد انخفاضاً منذ ثلاث سنوات.
تفاقم هذا الوضع بفعل ارتفاع تكلفة الأعلاف والنقل، فضلاً عن تقلص مساحات المراعي المتاحة. أمام هذا الوضع، لجأت بعض الشبكات غير القانونية وأصحاب مشاريع بيع الأطعمة السريعة إلى ذبح الكلاب والحمير كوسيلة لتوفير منتجات بأسعار منخفضة. إلا أن هذا التوجه يشكل تهديداً مباشراً على صحة المستهلك وسلامته، نتيجة إدخال لحوم غير مراقبة وغير آمنة إلى الأسواق المحلية.
