fbpx

مسؤولين يحاربون الاستثمار بزايو.. النموذج فندق مصنف ينتظر الفرج+فيديو

Lisan Press8 مارس 2025آخر تحديث :
مسؤولين يحاربون الاستثمار بزايو.. النموذج فندق مصنف ينتظر الفرج+فيديو

تُعاني مدينة زايو من نقص حاد في الاستثمارات العامة والخاصة، مما أدى إلى تراجعها بشكل كبير على سلم التنمية البشرية في المنطقة. إلا أن هذا الوضع لم يكن عشوائيًا أو طبيعيًا، بل هو نتيجة متراكمة لسياسات فاشلة أو بالأحرى معرقلة لكل المبادرات التنموية المحلية.

وغالبًا ما يمكن القول إن المسؤول المحلي يفتقر للآليات الفعالة التي تُمكّنه من جعل منطقته وجهة جذابة للاستثمار. يتبادر أحيانًا إلى الأذهان سؤال حول الأسباب التي دفعت العديد من أبناء المدينة من رجال الأعمال إلى مغادرتها واختيار الاستثمار في مناطق أخرى داخل البلاد. وعند الحديث مع هؤلاء المستثمرين نكتشف أنهم لم يتركوا مدينتهم بإرادتهم، بل كان قرارهم أشبه باضطرار لا خيار.

أحد الأمثلة البارزة هنا هو رجل الأعمال عبد الرحمان غرس الله، الذي قرر رغم كل التحديات الاستثمار في مدينته الأم من خلال إنشاء فندق بمواصفات متميزة. يُعتبر هذا القرار خطوة جريئة بالنظر إلى الظروف العامة للمدينة، لكن النتائج لم تكن كما توقعها. فقد أنهى المستثمر بناء الفندق وألحق به قاعة أفراح مجهزة، ليُفاجأ بعدها بقرار جماعة زايو فرض “ضريبة الأراضي غير المبنية” على مشروعه، رغم أن المساحة المبنية تجاوزت 50% من إجمالي مساحة الأرض. إذا تناولنا تفاصيل هذه الحالة نجد أن المشروع يمتد على مساحة 8 آلاف متر مربع، تشمل محطة وقود، ومقهى، وفندق يحتوي على 48 غرفة، ومسبح للكبار والصغار، ومساحات خضراء ومرافق للشواء، بالإضافة إلى قاعة أفراح. كل هذه المباني شُيّدت على أكثر من نصف المساحة الإجمالية للمشروع. ومن المعروف أن ضريبة الأراضي غير المبنية تُفرض عادة على المساحات الشاغرة التي تتجاوز خمسة أضعاف المساحة المبنية، أي ما يعادل 20% فقط من المساحة الكلية. ويبدو أن فرض هذه الضريبة على المشروع لم يستند إلى قواعد تحفظ تشجيع الاستثمار، بل جاء بطريقة اجتهادية تعكس غياب روح الدعم المطلوب لتحقيق التنمية. كان من الممكن تجنب هذه الخطوة بسهولة لتوفير بيئة تشجيعية تجذب المستثمرين بدلًا من دفعهم للابتعاد. في هذا السياق، يمكن اعتبار ما حدث تجسيدًا لضعف الرؤية لدى مسؤولي الشأن المحلي بزايو، حيث أظهروا تضادًا مع جهود الاستثمار بدلًا من البحث عن وسائل قانونية لإنجاحه. بينما القادة الناجحون هم من يجدون ضمن القوانين ما يُمكّنهم من تعزيز الاستثمارات والتنمية المحلية، وليس فقط التركيز على تحقيق المكاسب القانونية.

من الجدير بالذكر أن رجل الأعمال غرس الله لا يحتاج شخصيًا لهذا الفندق، إذ أن استثماراته منتشرة في المغرب وخارجه في آسيا وأوروبا. ولكن مدينة زايو هي التي تحتاج بشدة لهذا النوع من المشاريع بسبب ارتفاع معدلات البطالة ونقص المشاريع الاقتصادية التي تُحدث فرقًا. مشروع مثل هذا قادر على تشغيل 50 شخصًا بشكل مباشر على الأقل، فضلًا عن كونه محركًا اقتصاديًا هامًا لمدينة تفتقر أساسًا لمنشآت فندقية.

كان من الأولى بالمسؤول المحلي دعم هذا المستثمر وتوجيهه بالشكل الصحيح لتحقيق التعاون المثمر بدلًا من البحث عن طرق تعرقل المشروع وتُبعد المستثمرين عن المدينة .

مسؤولين يحاربون الاستثمار بزايو.. النموذج فندق مصنف ينتظر الفرج+فيديو
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة