“سياسة تعسفية وإجراءات غير معقولة وبميزاجية ، تلك التي يفرضها المدير الإقليمي للجمارك”حسني” ..الأخير يعرفه جيدا ابناء فرونتيرا ايام التهريب من باب مليلية .تقابلها سياسة الساهلة التي ينهجها المدير الجهوي” حديث رواه غير واحد من ابناء الجالية وكذالك المستوردين .وما زاد الطين بلة هو ان هناك تباينًا واضحًا في تعامل الإدارات الجمركية مع موضوع إدخال الإعانات والهدايا القادمة من الجالية المغربية في آيام العيد .
ففي حين انتهجت إدارتا مينائي طنجة والدار البيضاء مبدأ “حلول الوسط” وتقديم تسهيلات إنسانية تتماشى مع خصوصية المناسبة، نجد أن الإدارة الجهوية التي يشرف عليها بنعيش والإقليمية تحت قيادة حسني تتخذ نهجًا أكثر تشددًا،بل استعملا الشطط في السلطة بدون حس انساني ولا مهني مما تسبب في حرمان العديد من الأسر الفقيرة من فرحة العيد.
هذا النوع من القرارات البيروقراطية المنفصلة عن الواقع الاجتماعي يثير تساؤلات حول مدى انسجام السياسة الجمركية مع توصيات الملك محمد السادس و توجيهات الدولة بخصوص دعم التضامن الاجتماعي، خصوصًا في المناسبات الدينية. كما أن هذه الإجراءات تعكس ازدواجية في التطبيق، ما يفتح الباب أمام الانتقادات والمطالبة بالمحاسبة.
وتوصلنا برسائل من أمهات آرامل وصفنا قرار إدارة الجمارك بالناظور بخصوص تأخير إخراج السيارات النفعية المحملة بأغراض الجالية والمخصصة للفقراء بمناسبة العيد، بالمجحف .وكتبت أسماء أم لأربعة اطفال :”الله ياخذ فيكم الحق ، حرمتونا نشوفو الفرحة في أعين اليتامى “.
هذا وبالرغم من توصل الإدارتين بملتمس في الموضوع من طرف جمعية لقطاع النقل ،والذي اشارت من خلاله الى انه ،إذا كان الهدف من إجراء التأخير هو تنظيم السوق أو فرض رقابة جمركية، فمن الأجدر إيجاد حلول وسط، مثل تسهيل دخول الإعانات والهدايا الشخصية التي لا تهدف إلى التجارة، أو وضع مساطر استثنائية خلال الأعياد والمناسبات الدينية.
وما يحدث في ميناء بني انصار هو نتيجة مباشرة لسوء التدبير الجمركي من قبل الإدارة الجهوية والإقليمية، وهو ما يتعارض مع التوجهات العليا للدولة، سواء الملكية أو الحكومية، وحتى مع توصيات المدير العام للجمارك، العمراني.ضعف القيادة لدى المدير الجهوي بنيعيش، إلى جانب التشدد غير المبرر في الإجراءات التي فرضها المدير الإقليمي حسني، خلق حالة من الاحتقان وسط الجالية المغربية، التي تعتمد بشكل كبير على إرسال الإعانات والهدايا لعائلاتها خلال المناسبات الدينية.
هذه السياسة المتصلبة أدت إلى تحول ملحوظ في اختيار الموانئ، حيث أصبح المهاجرون يفضلون التعامل مع ميناء طنجة بدلًا من ميناء بني انصار، وهو مؤشر على فقدان الثقة في إدارة هذا المرفق الحيوي.واستمر هذا النهج، فقد يؤثر سلبًا على النشاط الاقتصادي والتجاري للمنطقة، فضلًا عن تعميق الفجوة بين الجالية والدولة.

