أسدل الستار، مساء السبت 10 ماي 2025، على فعاليات الدورة الرابعة من المهرجان الدولي للفيلم بالحسيمة، في ليلة فنية استثنائية غلّفها الوفاء للإبداع، والعرفان لنجوم أثروا الذاكرة السينمائية، والتقدير لصنّاع أفلام جدد رسموا ملامح سينما الغد.
افتُتح الحفل، الذي احتضنته قاعة دار الثقافة الأمير مولاي الحسن، بتكريمات مؤثرة، استُحضرت فيها أسماء صنعت التاريخ السينمائي المغربي والعالمي.
تم تكريم كمال كاظيمي، وجه محبوب في الدراما المغربية، وسميرة مصلوحي، صوت أمازيغي نسائي متجذر، وعز العرب الكغاط، عميد من أعمدة المسرح والسينما.
كما نال التكريم الممثل الفرنسي دومينيك بينيون، عرفانًا لمسيرته الثرية ومساهمته في دعم التبادل الثقافي، من خلال ورشاته وتواجده في هذه الدورة.
لحظة الإعلان عن الأفلام الفائزة جاءت مشحونة بالحماس والاعتراف بجهود السينمائيين.
الفيلم التركي “القصب” للمخرج جميل أغاجيك أوغلو، تُوّج بالجائزة الكبرى، بعدما أسر لجنة التحكيم بقوة سرده وجمالية تصويره، فيما حاز بطله حلمي أهوسكا جائزة أفضل أداء رجالي.
الفيلم المصري “وحشتيني” نال جائزة لجنة التحكيم، عن قصة عودة وندم وحب بين أم وابنتها في القاهرة. أما جائزة أفضل أداء نسائي فكانت من نصيب صوفيا بيروسوفزكا، عن دورها في الفيلم الأوكراني “تحت البركان”، الذي جسّد قصة تحول رحلة سياحية إلى رحلة لجوء.
في مسابقة الأفلام القصيرة، حصد الفيلم الكرواتي “الرجل الذي لم يستطع أن يبقى صامتًا” الجائزة الكبرى، بينما عادت جائزة لجنة التحكيم للفيلم الإسباني “ملاحظات لسيلفيا”، مع تنويه خاص للفيلم المغربي “التغيير” للمخرج وريد الموساوي، الذي برز برسالته القوية وبساطته الفنية.
ضمّت لجنة تحكيم الأفلام الطويلة أسماء وازنة من فرنسا، المغرب، الهند، السعودية وفرنسا، ما أعطى بُعدًا دوليًا للنقاشات والتقييم، بينما تألّفت لجنة تحكيم الأفلام القصيرة من سينمائيين من جنوب إفريقيا، سوريا، والمغرب.
أسدل الستار، لكن ليس على المهرجان فحسب، بل على أسبوع من العروض، الورشات، اللقاءات، والتجارب السينمائية التي جمعت بين محيط الحسيمة الأزرق وأحلام السينمائيين من الشرق والغرب.
دورة ناجحة بكل المقاييس، تُمهّد الطريق لنسخ قادمة أكثر إشراقًا… وأكثر حبًا للفن.







