انتقد الدكتور مصطفى قريشي، أستاذ التعليم العالي بكلية سلوان، واقع التعليم الجامعي ومسار التوظيف في المغرب، واعتبره “رحلة لا تنتهي من المباريات” تُساوي بين المجتهد والكسول. فالإجازة يمكن أن تُنال في ثلاث سنوات أو عشر، وفي النهاية يتساوى الجميع لأن المعيار الأوحد هو الشهادة، دون أي اعتبار للمسار الدراسي أو لسنوات الجد والاجتهاد.
وأضاف أن نفس المنطق يتكرر في الماستر والدكتوراه والتوظيف، حيث تُلغى قيمة الميزات والمعدلات ويُعاد الطالب لنقطة الصفر عبر مباراة أو مقابلة، ليصبح مصيره مرتبطًا بورقة امتحان عابرة. واستثنى تجربة المحافظة العقارية التي اعتمدت معايير دقيقة تراعي المسار الدراسي، مؤكدًا أن الإصلاح الحقيقي يبدأ بإعادة الاعتبار للمسار التراكمي لا بالاكتفاء بـ”الكارطونة”.
واعتبر الدكتور أن نفس المنطق يتكرر في الماستر والدكتوراه، حيث يُلغى أثر المعدلات والميزات والمدة الزمنية، ويعاد وضع الطالب في نقطة الصفر عبر مباراة كتابية أو شفوية. بل إن بعض الطلبة ينجزون أبحاثًا معمقة في آجال قصيرة، بينما آخرون يكتفون بأعمال سطحية أو منسوخة، ومع ذلك يحصل الجميع على نفس الشهادة والميزة.
وزاد في التفصيل قائلا :”في مرحلة التوظيف، يواجه المتفوقون الصدمة ذاتها،بحيث لا وزن للمسار العلمي أو الأكاديمي، بل العبرة بالشهادة والمباراة فقط. واستثنى قريشي تجربة المحافظة العقارية، التي اعتمدت معايير دقيقة تراعي عدد الميزات وسنوات الدراسة والمعدلات، معتبرًا أنها نموذج لتكافؤ الفرص الحقيقي.
وختم قريشي بالتأكيد أن إصلاح التعليم العالي والتوظيف لا يمكن أن ينجح دون إعادة الاعتبار للمسار التراكمي، وأن الشهادة وحدها لا يجب أن تكون المعيار، بل الاجتهاد والمعرفة هما الأساس.













