الحديث عن الفوارق المجالية، لم يعد يقتصر فقط على ماهو مرتبط بالبنيات التحتية والميزانيات المرصودة وطبيعة المرافق والمنشئات العمومية، بل هو أعمق واخطر بكثير حين تصبح مزاجية بعض الموظفين داخل الشركة الجهوية متعددة الخدمات الشرق الذين أنيطت بهم مسؤولية السهر على تدبير مهام محددة، حجرة عثرة في وجه التنمية، وحاجزا أمام تخليق المرفق الإداري.
ففي الوقت الذي يحرص عاهل البلاد حفظه الله، على أن يأخذ مسار التنمية طريقه المنشود، لبناء مغرب قائم على العدالة المجالية ويحقق تنمية حاضنة لكل تطلعات أبناء الوطن، نجد هناك من يصر على فرملة الرؤية الاستراتيجية والمتبصرة لجلالته انطلاقا داخل الشركة الجهوية متعددة الخدمات الشرق ، بشكل فاقم أزمة عدم الثقة وترك انطباعا وإحساسا بالحيف لدى المواطنين، بل إن هذه السلوكات تتحول إلى عنصر تشويش يسفه كل الجهود الحميدة المبذولة من طرف الإدارة الترابية بمختلف مصالحها لتنزيل المشاريع الملكية في المنطقة.
الحديث هنا يقودنا إلى دق ناقوس الخطر الذي يتهدد قطاع الاستثمار بشكل عام، ويحد من الجاذبية الاقتصادية للإقليم بشكل يسهم في تنفير فئات واسعة فضلت استثمار اموالها خارج المنطقة مكرهة، علما أن هذا القطاع الواعد، الذي يعد حسب المتتبعين والمختصين إحدى رافعات التنمية الاقتصادية بفضل ما يحققه من رقم معاملات ويوفره من فرص شغل مباشرة وغير مباشرة بالإضافة إلى كونه حلقة أساسية ضمن سلسلة باقي الأنشطة الاقتصادية بالإقليم، كما أنه ينعش الحركة الاستهلاكية ويسهم في تنويع العرض السكني والعقاري وفي الرقي بالمشهد العمراني وتجويده.ففي الوقت الذي استبشرت ساكنة الإقليم بإحداث الشركة الجهوية متعددة الخدمات الشرق (SRM Oriental) باعتبارها مدخلا يؤسس لمرحلة جديدة عنوانها الجودة والحكامة والإدارة في خدمة المواطن، أصبحت مسطرة الحصول على الوثائق والتراخيص كابوسا يزعج المرتفقين مواطنين ومقاولات، ولعل ما يتداول داخل الأوساط المحلية حول بعض الممارسات داخل إدارة هذه الشركة، وسط تزايد القلق والشعور بالاستياء من التماطل في معالجة طلبات المرتفقين والتضييق عليهم و فرض شروط تعجيزية بالرغم من استيفاء ملفاتهم للشروط الواجبة، يعكس بجلاء سوء التدبير، وغياب مقاربة ناجعة وجادة لتحسين صورة الإدارة، والارتقاء بالخدمات التي تقدمها.
وفي هذا الشأن أعرب السيد خالد بنحمان رئيس شباك المستهلك بالناظور في تعليقه على الموضوع عن قلقه لما يعانيه المواطنون أثناء ترددهم على إدارة الشركة الجهوية الشرق متعددة الخدمات، وأنه من خلال الرصد الميداني الذي يقوم شباك المستهلك، في إطار التتبع المستمر للحركة الاستهلاكية وقف على الكثير من مظاهر التماطل والتأخير وعدم رضى المواطنين نتيجة غياب التجاوب الواجب مع انتظارات الساكنة، وهي سلوكات تعكس بشكل واضح غياب إرادة حقيقية لإنجاح هذه التجربة في تدبير أحد القطاعات الحيوية، وأوضح في هذا الصدد أن الأمر لا يحتمل التأخير ونهج سياسة الهروب إلى الأمام، بل يستوجب تدخلا عاجلا كم طرف السلطة الوصية لضمان عدم تكرار مثل هذه الممارسات، كما اعتبر خالد بنحمان بقاء الوضع على ماهو عليه يعتبر مصادرة لحقوق المرتققين وتعطيلا لمصالحهم، ناهيك على أن استمرار هذه المظاهر يسيء لكل المساعي النبيلة للمسؤولين الشرفاء في الإقليم، وفي هذا الصدد دعا رئيس شباك المستهلك بالناظور القائمين على شؤون الشركة الجهوية الشرق متعددة الخدمات من أجل وضع حد لكل أشكال المزاجية واستغلال موقع المسؤولية لإلحاق الضرر بالمواطنين، كما ناشد عامل الإقليم من أجل التدخل لإنهاء معاناة المواطنين والفاعلين في المجال.














