تتجه الأنظار في الأوساط الدفاعية نحو المغرب بعد تواتر تقارير تتحدث عن تقدّم مفاوضاته مع الولايات المتحدة الأميركية لاقتناء مقاتلات F-35 الأمريكية من الجيل الخامس، وهي الصفقة التي وُصفت بـ«التاريخية» بالنظر إلى ما قد تُحدثه من نقلة نوعية في قدرات سلاح الجو الملكي المغربي.
وتفيد التحليلات بأن المملكة تسعى للحصول على ما يقارب 32 طائرة من طراز F-35A، وهو العدد الذي تداوله الإعلام المتخصص في الدفاع، في إطار مخطط واسع لتحديث الأسطول الجوي وتعزيز التفوق العملياتي في المنطقة. وتشير التقديرات إلى أن الصفقة، إذا ما شملت شراء الطائرات والدعم اللوجستي والصيانة لعدة عقود، قد تصل قيمتها إلى ما يقارب 17 مليار دولار.
كما يربط عدد من المراقبين هذا التوجّه المغربي بارتفاع حدة المنافسة على التفوق العسكري في شمال إفريقيا، لا سيما بعد تعزيز بعض الدول المجاورة لأساطيلها الجوية، وهو ما يجعل امتلاك مقاتلات الجيل الخامس خطوة استراتيجية ضمن موازين القوة الإقليمية.
ورغم الزخم الإعلامي الكبير، إلا أن غياب إعلان رسمي من الرباط أو واشنطن يؤكد إتمام الصفقة حتى الآن، يترك الملف في إطار مفاوضات متقدمة لكنه غير محسوم، وسط استمرار النقاش حول الجوانب المتعلقة بالبنية التحتية، وتدريب الطيارين، وتأهيل القواعد لاستيعاب هذا النوع المتطور من الطائرات.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه الرأي العام تفاصيل أكثر دقة عن الاتفاق، يرى محللون أن خطوة كهذه ـ إن تحققت ـ ستجعل من المغرب أول دولة عربية وإفريقية تشغّل مقاتلات F-35، وهو ما سيعزز مكانته الدفاعية وعمقه الاستراتيجي في محيطه الإقليمي والدولي.










