في ربوع الإقليم ،يتكرر سماع بعض الجمل التي تعصر القلب الموجوع ،من قبيل “الناظور يموث ” “مابقى هنا والو هنا” . عبارات تلزمنا التدبر و الاجتهاد من اجل ايجاد الحلول عوض البكاء وتضيع الوقت في التشخيص. ونسأل بشكل مسؤول ومعقول : كيف غُلقت أبواب مدن الناظور في زمن قياسي ؟ وكيف السبيل الى الإقلاع من جديد ؟
الحقيقة ان الناظور نموذجا للمدينة الخائبة، التي ضيعت موعدها مع التنمية، حتى اصبحت كأنها أم مكلومة تنتظر عناق إبنها المسجون ظلما حتى تنبعث من رماد الأيام الحزينة والسنوات العجاف . مدينة أصابها الجمود من كل جانب، مدينة أصابها حصار التنمية فاكتفت فقط بكورنيشها الذي تحول الى مزبلة وغابة ، ينافس فيه بائعي البابوش و الزومبي (الذرة) مع الراجلين و الزوار في مشهد غير حضاري تتدافع فيه الأكتاف و الأرداف و الوجوه مع الأصوات و الحناجر ،في ظلام دامس بسبب ضعف الانارة.
الناظور تحتاج الى إرادة حقيقية للمجلس البلدي والإقليمي والجهوي في تنمية المدينة وفق إطارهم القانوني و التنظيمي و تنزيل دور الإدارات المركزية و الوزارات المعنية في جلب الاستثمار و تجهيز البنيات التحتية و إقامة الأوراش التنموية الكبرى، خصوصا بعد غلق معبر مليلية والذي أفرز جيوش البطالة من الجنسين .
الناظور تتوفر على كافة المقومات الأساسية لتكون الرقم واحد وطنيا ، و هذا سبب كافي يجعلنا نتألم من الحسرة و يعمق جراح غيرتنا، فالذي يتألم و لا يتكلم، لا يعني أنه بليد أو قطعة من جليد، بل يعني أن ثمة ألما داخليا لا تعادله مرارة ، لكن يبقى الإستسلام للواقع المغبون دون المحاولة بنفض الأوساخ و تنمية مدن أخرى عوض المدينة الأم ،هو أكبر فشل وخيانة للناظور.
الناظور وساكنتها يحصدون نتائج مهزلة مجالسها المنتخبة المتعاقبة. استغلالوا مناصبهم لخدمة مصالحهم على حساب التنمية و شكاوى المواطنين.
الناظور تحتاج إلى عملية جراحية لإحياء بوصلة الإقلاع الإقتصادي، عبر تقديم التسهيلات للمستثمرين وتشجيع المشاريع الضخمة من طرف عامل الاقليم والمديرة الجديدة ( قديمة ولكن محبوسة في مكتبها) لوكالة مارتشيكا.الاخيرة يجب ان تصلح ما أفسده سلفها الذي خان ثقة مولانا أمير المؤمنين بشهادة الأمة الناظورية التي تطالب بمحاسبته .
نعم في الوقت الذي ينخر الخونة وفيروسات ومصاصي دماء مدينتنا الناظور ويبتزون الدولة على ظهر شبابها المنهك بالعطالة و الفقر و التهميش من جراء غلق ابواب المعابر الحدودية، نجد ان وجدة و رئيس الجهة المحبوس كان شغله الشاغل هو تنمية وجدة و ارضاء ممثلي الناظور بمجلس الجهة بالسفريات .
بالرغم من المجهودات التي يقودها العامل الجديد على مستوى التسريع في وتيرة البنية التحتية الكبرى و دعمه للمستثمرين ،يبقى واقع الناظور يرفض الارتقاء، باقتصاد مدمر وسياحة نمطية تحتضر وفلاحة مهددة بالإفلاس بسبب الجفاف ومقاولون و مستثمرون (روشرشي).وجالية أصابها الخوف . و تراجع عام وكبير في كل القطاعات، ما أصبح يهدد المستقبل بالانكماش والإفلاس.
يتابع بتقرير ” الناظور يحتضر إقتصاديا…الإكراهات والبدائل”
















