هربال مراد
تواصل الطريق الساحلية الرابطة بين ورش الميناء الغرب المتوسطي وقرية أركمان عبر بوعرك تسجيل أعداد كبيرة من الحوادث المأساوية، ما جعلها تُلقب بحق بـ”طريق الموت”. فقد أصبح المرور عبر هذه الطريق معاناة يومية للمواطنين من مستخدمي الطريق وللعاملين في قطاع النقل، وسط غياب واضح لأي تدخل جدي من قِبل المسؤولين والمنتخبين. ويبدو أن اهتمام بعضهم ينصب على المكاسب السياسية والمالية، بينما تبقى أرواح الناس على الهامش.
منذ أن بدأت أعمال تأهيل هذه الطريق التي تُشرف عليها شركة تابعة لرئيس الجهة المعتقل، أثارت طريقة تنفيذ المشروع تساؤلات جدية بشأن الالتزام بدفتر التحملات. حتى يومنا هذا، لا تزال بعض المقاطع والجسور غير مكتملة. كما أن غياب علامات التشوير وتحديد السرعة في أماكن حساسة يزيد خطورة الوضع، ما يُساهم بشكل مباشر في ارتفاع وتيرة الحوادث. ورغم التحذيرات المستمرة من وسائل الإعلام ونشطاء المجتمع المدني في المنطقة، إضافة إلى حملات التوعية الشعبية حول خطورة الأمر، لم تُتخذ أي خطوات ملموسة لمعالجة الوضع المأساوي.
وفي تعليق على الوضع، قال عبد اللطيف قروع إنَّ “لا حياة لمن تنادي” هو أفضل وصف لهذه الأزمة المستمرة. وأشار إلى سلسلة الحوادث الدامية التي طالت أرواح أبرياء، كان آخرها حادث انقلاب سيارة عائلية الأربعاء الماضي عند مدخل إحدى التعاونيات بسبب غياب التشوير والإنارة. ولم يمضِ سوى يوم واحد حتى تكررت المأساة بحادث مميت الخميس 6 فبراير 2025، حيث انزلقت سيارة عائلية وسقطت في وادٍ بالقرب من كابامينتو.
وفي هذا السياق، عبّرت جمعيات مدنية بإقليم الناظور عن استنكارها الشديد للتأخير غير المبرر في إتمام أشغال تأهيل الطريق الساحلية. وأكدت أن محاولة تبرير هذه الكوارث بالتسليم أنها قضاء وقدر هو تسطيح للمشكلة، مشددة على أن الحرص على سلامة المواطنين يُعد واحداً من أبرز القيم الإنسانية. كما دعت إلى تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة لإيقاف ما وصفته بالإهمال الخطير والكارثي الذي يتسبب في المزيد من إزهاق الأرواح.




