في صرخة جماعية تعبّر عن عمق الإقصاء والتهميش، خرجت ساكنة منطقة آيت بوكماز، الواقعة في قلب الأطلس الكبير، في مسيرة احتجاجية على الأقدام نحو ولاية بني ملال، رافعة شعار “لا تراجع” في وجه واقع العزلة وغياب التنمية.
الهضبة السعيدة، التي طالما شُهرت بجمالها الطبيعي وتنوعها البيئي، تحولت اليوم إلى عنوان لغضب اجتماعي متصاعد، بعدما سئم سكانها من وعود رسمية لم ترَ النور، ومطالب تنموية بقيت لعقود حبيسة الأدراج.
المحتجون، الذين قطعوا كيلومترات طويلة مشيًا، طالبوا بتوفير البنيات التحتية الأساسية، من طرق ومرافق صحية وتعليمية، وتحقيق العدالة المجالية، في ظل ما وصفوه بـ”الإقصاء الممنهج” الذي تعاني منه المنطقة.ورغم قساوة التضاريس ومشقة المسافة، يصرّ أبناء آيت بوكماز على إيصال صوتهم إلى الجهات الوصية، مؤكدين أن تحركهم السلمي لن يتوقف ما لم تتم الاستجابة الفعلية لمطالبهم المشروعة، بعيدًا عن منطق التسويف والتجاهل.
ويأتي هذا الحراك في سياق وطني يتسم بتنامي الاحتجاجات في المناطق الجبلية، التي ما زالت تنتظر تفعيل النموذج التنموي الجديد على أرض الواقع.
















