يُطرح بإلحاح في الأوساط الجمعوية والثقافية بإقليم الناظور سؤال بات يؤرق الفاعلين المحليين:لماذا لا تساهم المؤسسات البنكية، رغم انتشارها الواسع بالإقليم، في دعم الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية؟ففي الوقت الذي تُموَّل فيه تظاهرات ومهرجانات كبرى بعدد من مدن المملكة من طرف مؤسسات مالية وبنكية تعتمد على أموال زبائنها من مختلف الأقاليم، يُستثنى إقليم الناظور بشكل شبه تام من هذا الدعم، رغم الحركية الجمعوية النشيطة وتعدد الفعاليات التي تُنظم على مدار السنة.
وتعتبر جمعيات محلية ونوادٍ رياضية أن هذا الإقصاء غير مبرر ومجحف، لا سيما وأن العديد منها تقدم مشاريع ذات طابع إشعاعي وتستقطب جمهورًا واسعًا من داخل وخارج الإقليم، بل وتُساهم في تسويق صورة إيجابية عن المنطقة.
وقد عبّرت فعاليات مدنية وعدد من أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج عن استنكارهم لسياسة “الآذان الصماء” و”الأبواب الموصدة” التي تنتهجها المؤسسات البنكية في وجه الجمعيات النشيطة بالناظور، متسائلين عن سبب غياب أي إرادة لدعم التنمية الثقافية والرياضية، التي تُعتبر رافعة أساسية لبناء مجتمع متوازن ومندمج.
ويطالب هؤلاء بإعادة النظر في سياسات المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات البنكية، وبأن تُفعّل بشكل عادل ومنصف، يشمل أيضًا المناطق المهمشة، وعلى رأسها الناظور، الذي يُساهم سكانه واقتصاده المحلي بشكل مباشر في الأرباح السنوية لهذه المؤسسات.














