الميزان التجاري تميل لصالح الرباط على حساب باريس بما يقارب المليار دولار
بتاريخ 28 أكتوبر، 2024
يستهل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عشية اليوم الاثنين زيارة دولة إلى المغرب بدعوة من الملك محمد السادس، تستغرق ثلاثة أيام مصطحبا معه وفدا كبيرا يضم وزراء وفاعلين سياسيين واقتصاديين وشخصيات ثقافية فرنسية وأخرى من أصول مغربية، فضلا عن مدراء شركات كبيرة في إطار مسعى مشترك لرسم خارطة طريق جديدة بين البلدين، عقب فترة شهدت توترات دبلوماسية أثرت على العلاقات الثنائية، بما فيها العلاقات الاقتصادية بين المغرب وفرنسا التي عرفت تحولات بارزة، في ظل دينامية جديدة تهيمن على التبادل التجاري والاستثمارات الثنائية، ما يجعلها لحظة فارقة لتقييم التعاون واستشراف المستقبل.وتسعى زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل مانويل للمغرب، إلى إضفاء زخم جديد على العلاقات الثنائية بين البلدين بعد واقع التأزم الذي استمر لما يزيد عن 3 سنوات، قبل أن تصل العلاقات إلى المفترق الأساسي لتدشين هذه المرحلة من التحول، بعد موقف الرئيس الفرنسي الصيف الماضي الذي جدد فيه تأييد مقترح الحكم الذاتي كحل أوحد لقضية الصحراء. وفي غضون كل هذا، بقيت العلاقات الاقتصادية مستمرة باعتبار المغرب شريكا تجاريا مقربا من فرنسا والاتحاد الأوروبي، وبالتالي تشكل الشراكات الاقتصادية بين الرباط وباريس العمود الفقري لهذه المرحلة من العلاقات الثنائية، إذ يعد المغرب الشريك التجاري الأول لفرنسا في شمال إفريقيا، كما يحتل المرتبة التاسعة عشرة على مستوى العالم.وفي المقابل، تحظى فرنسا بمكانة خاصة بوصفها الشريك التجاري الأول للمغرب عالميًا، والمستثمر الأجنبي الأكبر في المملكة، ولا يتوقف هذا التفاعل الاقتصادي عند هذا الحد، بل يمتد ليصبح المغرب نفسه أكبر مستثمر إفريقي في فرنسا، ما يعكس ديناميكية فريدة تميز العلاقة بين البلدين.وفي المغرب، تعمل ألف شركة فرنسية توفّر أكثر من 150 ألف وظيفة، في دلالة واضحة على مدى عمق التعاون الاقتصادي بين البلدين، فيما تأتي زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتفتح آفاقًا جديدة، إذ تعوّل شركة “إيرباص” لصناعة الطائرات على هذه الزيارة لتعزيز حضورها، مع توقيع عقود استراتيجية ممتدة حتى عام 2037، وتمثل هذه الاتفاقيات فرصة لتعزيز تنافسية إيرباص في مواجهة خصمها التقليدي “بوينغ”، التي تعد المزود التاريخي لطائرات الخطوط الجوية الملكية المغربية، كما تشمل العقود المرتقبة مجالات الدفاع، ما يضيف بُعدًا جديدًا للشراكة الثنائية، ويعزز التعاون الاستراتيجي بين البلدين.وتوضّح لغة الأرقام الرسمية، التي حصلت عليها “الصحيفة” من مكتب الصرف، أن التوترات السياسية والدبلوماسية التي طبعت العلاقات الثنائية بين باريس والرباط خلال السنوات الماضية، لم تؤثر بشكل كبير عن انسيابية التعاون التجاري، الذي شهد استقرارًا نسبيًا في حجم المبادلات التجارية بين البلدين.الأرقام تُظهر أن واردات المغرب من فرنسا طرأ عليها انخفاض طفيف خلال فترة الأزمة، إذ بلغت 75.6 مليار درهم في نهاية عام 2023، مسجلة تراجعًا بنسبة 3.1% مقارنة بـ78.1 مليار درهم في عام 2022، وذلك مقابل تحقيق الصادرات المغربية إلى فرنسا نموًا بنسبة 8.6%، حيث ارتفعت إلى 87.5 مليار درهم في 2023 بعد أن كانت 80.5 مليار درهم في 2022.
ذات علاقة
- اسود الأطلس يشدون الرحال الى فرانسفيل لمواجهة الكونغو
- حفل كبير وحملة إعذار جماعية لفائدة أطفال الأسر المعوزة بجماعة إيكسان
- إدانة المهداوي بالحبس سنة ونصف نافذة وتعويض قدره 150 مليون لصالح وزير العدل
- السياسات العمومية بالناظور بين رهانات التنمية ومؤشرات الفشل وفق نتائج الإحصاء 2024
- الدخيسي نائبا لرئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية عن قارة إفريقيا