أجرى الكاتب الجزائري كمال داود، يوم الخميس 12 ديسمبر، حوارًا مصورًا ضمن برنامج «المقابلة الكبرى»، الذي يعرض على هواء منتج من قبل إذاعة «فرانس إنتر»، ويقدمه ليا سلامة ونيكولا دوموران. وخلال هذه المقابلة، أبدى داود موقفه من النظام الجزائري، كما تحدث عن مشاعره تجاه المغرب.
وتناول الكاتب الجزائري، الذي يعيش في المنفى في فرنسا منذ 18 شهرًا، خلال هذا الحوار، الجدل المحيط بإصدار كتابه الجديد «الحوريات» (نُشرته دار غاليمار)، الذي نال جائزة غونكور لعام 2024. كما تطرق إلى موضوع اعتقال صديقه الروائي الجزائري بوعلام صنصال في الجزائر.
وفي حديثه، قال كمال داود:«أشعر، مثل كثيرين من الجزائريين، بالغضب، وكذلك بالإحساس بالإذلال والانحطاط في الصورة التي نعرضها عن بلدنا، لأن الجزائر قدمت تضحيات كبيرة. أشعر بالحزن، وفي بعض الأحيان برغبة في التوقف عن الحديث عن الجزائر، والانفتاح على بقية العالم. لكني أشعر أيضًا بالحاجة إلى التضامن، والاستمرار في شرح ما يحدث في الجزائر للرأي العام الغربي، لأن أحد أصعب الأمور التي يمكن تفسيرها للعالم هو: ما هي الديكتاتورية؟»
وأضاف داود، الذي تم منع نشر كتابه الأخير في الجزائر بسبب موضوعه المتعلق بالعشرية السوداء، أنه يتهم النظام الجزائري بشكل مباشر، مُعتبرًا أن أساليبه تستهدف «أقاربكم، أصدقاءكم، عائلاتكم، وأطفالكم». ورأى أن هذا الوضع المؤلم يطرح تساؤلات حول ثمن الحرية.وفيما يتعلق بوضع بوعلام صنصال، أبدى داود تشاؤمه، مشيرًا إلى أن النظام الجزائري لا يتأثر بالتعبئة الدولية.
وفسر ذلك بقوله إن النظام «بنى معادلته للبقاء على فكرة أن العالم بأسره يعادينا، وأن هناك مؤامرة دولية ضدنا».وأكد داود أنه «كلما زادت التعبئة الدولية، زاد تأكيد النظام على معادلة المؤامرة الدولية»، مؤكدًا أن النظام الجزائري «ضعيف، حقود، وعنيف»، وأن الجزائر تبني هويتها القومية على رفض العالم الخارجي.
وعندما سُئل عن التصريحات التي أدلى بها بوعلام صنصال في 2 أكتوبر الماضي خلال مشاركته في منصة إعلامية تُدعى «فرونتير»، والتي تحدث فيها عن الحدود الفاصلة بين المغرب والجزائر، رأى داود أن هذه التصريحات تندرج ضمن إطار حرية الرأي. وقد أشار صنصال في تصريحاته إلى أنه «عندما استعمرت فرنسا الجزائر، كانت المنطقة الغربية من الجزائر جزءًا من المغرب.

