شهد المغرب انفراجًا بعدما تراجعت أسعار اللحوم الحمراء بشكل ملحوظ في مختلف أنحاء المملكة، حيث انخفض سعر الكيلوغرام الواحد إلى 80 درهمًا بعد أن كان قد وصل في فترة سابقة إلى 130 درهمًا للكيلوغرام. هذا التحول جاء بالتزامن مع اقتراب شهر رمضان المبارك، باستثناء مدينة الناظور التي لم تشهد انخفاضًا مماثلًا في الأسعار.
ويرى متخصصون أن هذا الانخفاض في أسعار اللحوم الحمراء يعود إلى القرار الملكي بإلغاء شعيرة نحر الأضاحي لهذا الموسم، ما أدى إلى تراجع كبير في أسعار المواشي داخل الأسواق. وبحسب توقعات المهنيين بمدينة زايو بإقليم الناظور، فمن المنتظر أن يستمر هذا التراجع ليصل سعر الكيلوغرام إلى حوالي 70 درهمًا، خاصة مع دخول مواشي جديدة لنقاط البيع جراء انخفاض أثمان رؤوس الأغنام بعد الإعلان الرسمي عن إلغاء النحر. وأشار ناشطون إلى أن القرار الملكي أجبر المضاربين ومحتكري المواشي على طرح قطيع الأغنام للبيع بعد أن كانوا يحتفظون به أملاً في رفع الأسعار خلال عيد الأضحى لتحقيق أرباح كبيرة.
من ناحية أخرى، أثار بعض المتابعين تساؤلات حول بطء تأثير انخفاض أسعار المواشي على محلات الجزارة، إذ لا يزال البعض يحافظ على الأسعار المرتفعة السابقة رغم الانخفاض الملحوظ في أسواق المواشي. وقد انتقد أحد النشطاء هذا التناقض قائلًا إن انخفاض أسعار المواشي بنسبة تصل إلى 50% في نقاط البيع يجب أن ينعكس مباشرة على أسعار اللحوم في محلات الجزارة، داعيًا أصحاب المحلات إلى التحلي بالمسؤولية. ووصف متتبعون القرار الملكي بإلغاء شعيرة نحر الأضاحي لهذا العام بـ”خطوة ذكية”، مستحضرين التجارب السابقة للراحل الملك الحسن الثاني الذي اتخذ إجراءً مماثلاً خلال ثلاث مواسم. وقد أكدوا على الفوائد الإيجابية لهذا النوع من القرارات، مشيرين إلى أن إلغاء الأضاحي في عهد الملك الحسن الثاني ساهم في تعزيز القطيع الوطني وتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء، مما جنّب المغرب اللجوء إلى استيرادها بالعملة الصعبة.
وفي السياق ذاته، دعا ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى تمديد قرار إلغاء الأضاحي سواء لهذا الموسم أو الموسم المقبل ، خاصةً مع استمرار أزمة اللحوم وارتفاع أسعار الأغنام بشكل قياسي. وأشاروا إلى أن ارتفاع الأسعار جعل اللحوم بالنسبة لكثير من الأسر محدودة الدخل أقرب إلى الكماليات منها إلى الضروريات و بخصوص ناظور فقد دعت صفحات محلية الى مقاطعة اللحوم بهاشتك #خليها_تعفن
