تعيش مدينة الناظور في الآونة الأخيرة على وقع تصاعد مقلق في سلوكيات عدوانية ومشينة صادرة عن عدد من الشباب الذين يتخذون من الشوارع والأزقة فضاءً للتسكع والعبث، في ظاهرة باتت تثير الخوف والاستياء في أوساط الساكنة.
ففي مختلف أحياء المدينة، من كورنيش الناظور إلى الأحياء الشعبية، سجلت عدة حالات تحرش بالمارة، اعتداءات لفظية وجسدية، وسلوكيات منحرفة تصل أحياناً إلى حد الترهيب الجماعي للسكان، خصوصاً في فترات الليل.
شهادات متطابقة من مواطنين أكدت أن بعض هؤلاء الشباب، الذين يعانون من الإدمان، يتحولون إلى مصدر إزعاج دائم، حيث يُقدمون على ممارسات عدوانية ضد المارة أو أصحاب المحلات والتلاميذات ، دون أي وازع أخلاقي أو خوف من المتابعة.ورغم مجهودات الأجهزة الأمنية التي كثفت دورياتها في بعض النقاط السوداء، إلا أن الظاهرة آخذة في التوسع، ما دفع فعاليات جمعوية وحقوقية إلى دق ناقوس الخطر والمطالبة بخطة متعددة الأبعاد تشمل الجانب الأمني والاجتماعي والنفسي.
و صرح عدد من النشطاء بأن “الأمر لم يعد يتعلق بحالات معزولة، بل بظاهرة تتفاقم نتيجة غياب المراقبة ، وانتشار المدمنين في صفوف من يعرفون ب الحراكة”، محذراين من أن استمرار الوضع قد يؤدي إلى “انفلات اجتماعي يصعب السيطرة عليه مستقبلاً”.
ويرى متتبعون أن مواجهة هذه السلوكيات لا يمكن أن تعتمد فقط على المقاربة الأمنية او تنقيلهم فقط ، بل تتطلب سياسات وقائية تهدف إلى إعادة تأهيل الشباب، وتوفير بدائل واقعية تخرجهم من دائرة التسكع والانحراف إلى فضاءات الإنتاج والاندماج في مدنهم.
وفي انتظار تدخل عاجل من السلطات المحلية والجهوية، تبقى ساكنة الناظور تعيش قلقاً يومياً بسبب ما وصفوه بـ”ترهيب الشوارع”، متسائلين عن الجهة المسؤولة عن حماية أمنهم وكرامتهم في الفضاء العام.
