تفاعلا مع القيل والقال ،وتعليقا على مايعرف الآن ب “الماستر مقابل المال ” .قال الدكتور يونس الورتي ،الكاتب العام الإقليمي لرابطة الأساتذة الجامعيين الإستقلاليين بالناظور انه ورغم ما يعتري الجامعة المغربية من أعطاب بنيوية وإكراهات مزمنة، تظلّ مؤسسة التعليم العالي واحدة من أهم روافد تأطير النخب وإنتاج الكفاءات التي يشهد لها الداخل والخارج على حدّ سواء.لقد أنجبت الجامعة المغربية أطرًا مشهودًا لها بالكفاءة في ميادين متعددة، سواء في القطاع العام أو في القطاع الخاص.
ويكفي أن نستحضر أسماء لامعة في مناصب القرار، وقيادات وطنية ودولية في ميادين الاقتصاد والقانون والعلوم والتكنولوجيا، لتتأكد لنا القيمة الحقيقية لهذا الصرح الذي كثيرا ما يُحمّل لوحده أوزار منظومة تعليمية مترهلة.صحيح أن الجامعة تعاني من ضعف في البنية التحتية، وقصور في الموارد البشرية، وهزالة في الميزانية، إلا أن هذه الإكراهات لم تمنعها من لعب دور محوري في التأطير والتكوين، بل إن الأساتذة الجامعيين –رغم الظروف– ظلوا على الدوام عصب الحياة الأكاديمية، يشتغلون في صمت ونُبل، ويقدّمون للوطن ما استطاعوا من زاد علمي وفكري.ولذلك فإن القضايا المعزولة، على غرار ما أصبح يُعرف إعلاميًا بقضية “قليش” وأمثالها، لا يمكن أن تُعتم على ما راكمته الجامعة المغربية من إنجازات، ولا أن تُختزل فيها منظومة تعليمية بأكملها. مثل هذه القضايا يجب أن تُعالج بما يلزم من جدية ومسؤولية، لكن دون أن نسمح لها بتشويه صورة مؤسسةٍ شكّلت لعقود قاطرة للترقي الاجتماعي والمعرفي.
الرهان الحقيقي اليوم ليس فقط في التشخيص المتكرر للاختلالات، بل في الاستثمار الجاد في الجامعة كرافعة استراتيجية للتنمية، وضمان استقلاليتها وكرامة أطرها، حتى تواصل أداء رسالتها النبيلة.
















